تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
shape
شرح لمعة الاعتقاد
302513 مشاهدة print word pdf
line-top
صور الغلو في الأنبياء والصالحين

وقد خالف في ذلك كثير من هؤلاء الغلاة وأعطوه شيئا من حق الله تعالى، يوجد ذلك كثيرا في نظمهم ونثرهم، ولا يبالون بما ينكر عليهم وأشهر من عرف بشيء من الغلو: البوصيري صاحب البردة؛ فإنه قد وقع في شيء من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم مثل قوله:
فإن من جودك الدنيـا وضرتهـا
ومن علومك علم اللوح والقلـم
أي: جعل الدنيا والآخرة كلها بملكه، وجعله يعطي منها من يشاء ويمنع منها من يشاء، وهذا مخالف لقول الله تعالى: يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ومخالف لقوله: قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ؛ فجعل الدنيا وضرتها يعني: الآخرة كلها من جوده من جود النبي صلى الله عليه وسلم وجعل من علومه جزءا من علومه علم اللوح، اللوح المحفوظ الذي كتب الله تعالى فيه كل شيء إلى أن تقوم الساعة، كل ذلك جزء من علومه، وهذا أيضا خطأ إنما يعلم ما علمه الله وما أطلعه عليه؛ فلذلك قال: وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ .
فهؤلاء جعلوه يعلم كل شيء يعلم الأمور المغيبة، ويعلم ما في اللوح المحفوظ، وأدى بهم ذلك إلى الغلو فيه وطاعته أو عبادته مثل قوله:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بـه
سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذا بيدي
فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
إذا لم تأخذ بيدي وتنجيني؛ فإني قد زلت قدمي، من يأخذ بيدي ومن ينجيني من العذاب إلا أنت، ما لي من ألوذ به سواك وأشباه ذلك.

line-bottom